21/11/2024 لا صحة بدون صحة نفسية ... لا حياة مع الإدمان 01000048807 emrcwfmh@gmail.com

علاج الذهان

علاج الذهان

يُطلق مصطلح الذهان على الأمراض العقلية التي قد تتخِذ أشكالاً مُختلفة تبعاً لِسيَاق حياة الشخص المُصاب. إلا أن هناك بعض مناطق الأعراض التي تكون مُتغيِّرة بِنفس الشّكل لَدى العديد من المصابين. حيث قد يحدث في حالة الإصابة بالذهان تغيراً في كُلّ من التفكير، والشعور، والإحساس بالذات والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين. غالباً ما يصعب على المصابين التفريق ما بين الواقِع وإدراكهم الذاتي، حيث قد يؤدي بهم ذلِك إلى سماع أصوات لا يَسمعُها الآخرون، أو أن يشعروا بالاضطهاد أو التهديد (حتى مِن قِبَل الأشخاص المُقرّبين منهم)، أو أن يَتلقوا رسائل من عالم خيالي لا يُمكِن للآخرين الوصول إليه، أو أن يشعروا بأن تغييراً ما قد أصاب أجسامهم.

مِن المُرَجّح أن يُفسِّر الأشخاص الذين ليست لهم دراية بالموضوع الذهان بِأنه حالة من الحساسية الشديدة، حيث يُواجِه المُصابون صُعوبات في التمييز ما بين العمليات الداخلية والخارجية، وقد يعتبِرون القرب من أحبائهم بمثابة تهديداً لهم.

يتم حالياً استخدام مُصطلح “الذهان” كمُصطلحٍ عام للتعبير عن مُختلف الأمراض العقلية، التي تكون مصحوبة بظهور الهلاوِس أو الأوهام كونها علامات المرض الأكثر بروزاً. يدخل ضمن هذه الأمراض على وَجْه الخصوص الفصام، فضلاً عن أمراض أخرى من ضِمن الفئة المرضية للفِصام، أو الذهان ثنائي القطب أو الذهان في سياق نوبات اكتئاب شديدة.

ما مدى تواتر حالات الذُّهان ومن يُصاب بِذلِك؟

يُصَابُ ما بين شخص واحد وشخصين من أصل كل 100 شخص بِالذُّهان مرةً واحدةً في العمر. يُصيب الفصام لِوَحده حالِياً 51 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وغالباً ما يَظهرُ المرض لأول مَرّة ما بَين سِن 12 و29 سنة ويصيب الرجال والنساء على حد السواء. إلا أن هناك عوامل خطورة التي تجعل إصابة الفرد بالذهان أكثر احتمالاً.

ما هي أعراض الذُّهان؟

تنقسم الأعراض الأساسية للذهان إجمالاً إلى ثلاث فئات:

  • أعراض إيجابية (الوهم، هَلاوِس حسية، الاضطرابات الذاتية بِما في ذَلِك الأعراض الفردية ذات الصِلة)
  • أعراض سلبية
  • أعراض معرفية (اضطرابات التفكير، أعراض عصبية إدراكية)

  

عرَض إيجابي كيف قد يكون شعوركم بذلك
الهلوسة

 

 

 

“أسمع ضجيجاً أو محادثات أو أصواتاً، بالرغم مِن أنني أتواجد لِوحدي في غرفة هادِئة، بينما يقول الآخرون أنهم لا يَسمَعون أيّ شيءٍ. ولكنني مُتأَكِّد مِن ذلك.”

“أرى أشخاصاً أو أشياءً تَتَغيّر ألوانها أو أشكالها.”

“بَعض الغُرَف لها رائحة كريهة مُشابِهة لرَائِحة الغازات السامة”.

“بعض الطّعام طعمه كَأَنّه مسموم.”

التوَهُّم

 

 

 

 

“أنا ضحية اضطهاد لا مُبَرِّر له”

“أعرف أن هناك أشخاصاً يَتَرَصّدونني ولا يتركونني وشأني”.

“لَديّ قُدرات استثنائية تُمَيِّزُني عن الأشخاص الآخرين”.

“أنا على علاقة وطيدة مع قِوى أو أشخاص ذات نفوذ”.

“أنا المسؤول عن سعادة جميع الناس على هذا الكوكب”.

 

 

عرَض سلبي

 

كيف قد يكون شعوركم بذلك

الخمول

 

 

 

“مغادرتي للسرير صباحاً أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لي، حيث غالباً ما أبقى مُستلقياً على الفِراش بعد الاستيقاظ مِن النّوم.”

“لا أستطيع القيام بِبَعض مهماتي”

“لَيس لَدَيّ في بَعض الأحيان إطلاقاً الرغبة في الخروج مِن البيت أو قضاء حاجياتي.”

“غالِباً ما أَشعر بالاكتئاب وعَدم النشاط.”

العزلة الاجتماعية “لقد فَقدتُ شيئا ما الاهتمام في الاتصال مع الأشخاصٍ الآخرين.”
عَقَبات المَزاج

 

 

“أَشعر وكَأنِّي فَقَدت القُدرَة على الفَرح وَعلى التواصل كما يَنبغي.”

“أَتَكلّم أَقل بِكَثير مِمَّا اعتدتُ عَليه أَو لا أَتَكلّم إطلاقاً”.

“أشعر وكأن لا شيء أَصبَح يَهمُّني. أشعر أحيانا وكأني تحت تأثير التخدير، أو وَكأَنِّي تحت نَاقوسٍ زُجاجي”.

 

عَرَض معرفي كيف قد يكون شعوركم بذلك
اضطراب التفكير

 

 

 

 

“لا أستطيع في بَعض الأحيان التفكير في فِكرة ما إلى حدِّ نِهايَتِها”.

“تراودني الكثير مِن الأفكار في نفس الوقت.”

“لا أستطيع أحياناً التركيز لِفترة طويلة.”

“أنتقل أحياناً بشكل مفاجئ مِن موضوع لِآخر”

“لا تعمل ذاكرتي بالطريقة التي اعتادت عليها سابِقاً”

 

كيف ينشأ الذُّهان؟

يَمر كل شخص في حياته بِمراحِل مُستقِرّة وبِأُخرى أَقَلّ استِقراراً. بِعبارَة أُخرى هناك فتراتٍ يكون فيها كُل شَيءٍ يَسير بِشكلٍ جَيِّد وفترات أخرى يَحدث فيها الكثير، حيث يَشمَل ذلِك مراحِل التَحَول مِثل سِن البُلوغ، أو التخرج، أو الارتباط بِشَريك حياة، أو وِلادة طِفل أو فُقدان أحد الأفراد المُقرّبين. قد يكون الأشخاص الذين لَديهم زيادة في “قَابِلِية الإصَابَة” (سرعة التأثر) أكثر عُرضَة للإصابة بِالذُّهان في حالة إِذا تزامن ظهور أَعباء نفسية حالِية مع مِثل هَذِه المراحِل الانتقالية.

يُقصَد بِقَابِلِية الإصَابَة فرط التأثر النفسي، والحساسية، وكَذلِك التَعَرُّضِيَّة، حيث يُعتبر الأشخاص الذين لَديهم زِيادة في الحساسية أكثر عُرضَة للإصابَةِ وقد يظهر رَد فِعلهم أثناء فترات الحياة التي تُشَكِّل عِبئاً نفسياً على شكل أعراض ذُهانية.

هناك عوامِل مختلفة مُهَيِّئة للزِيادة في سرعة التأثر: عوامِل صادِمة نفسيا – بمعنى التجارِب التي يَصعب استيعابها – واضطرابات النمو المُبَكِّرة، والتاريخ الأُسَري، وإِصابَة أو التهاب حاد لِلمخ، أو استهلاك القنب الهِندي في سن مُبَكِّر جِدّاً وبكميات كبيرة. مِن المُهِم أن يحرص الأَشخاص “سريعي التأثر”، الذين ينطبِق عَليهم واحِداً أو أُكثر مِن العوامل المذكورة أعلاه، بِصِفَةٍ خاصة على الاعتناء بِكُلٍّ مِنَ القِوى الفردية، والأسرِية والاجتماعية وكذلك على وضع استراتيجيات تَمنحهم الاستِرخاء وتُمَكِّنهم مِن التَصدي لسرعتهم في التأثر.

ما هي الأعراض الأولى للذُّهان؟

يمكن أن تكون العديد من الأعراض التي تظهر في حالة الذُّهان الحاد قد كانت موجودة بِشَكل مُخَفّف مُسبقاً، حيث يعتبر الكشف عن مثل علامات التحذير المبكرة هذه أمراً صعباً. يتأخر الكثير من الأشخاص في فطنهم بأن سلوكاً غير عاديا قد حَدَث قَبل وقتٍ طويل من ظهور الإصابة بالذُّهان، حيث أنه تَمّ إساءة فهم هذه الإشارات ونُسِبَت -مثلاً- إلى بلوغ سِن النضج أو مُعاقَرَةُ المُخَدِّرات أو إلى خصائِص الفرد الشخصية.  

تهدِف القائِمة التالِية إلى المساعدة في التَعَرُّف على علامات التحذير المبكرة النَموذَجِية للإِصابة بالذُّهان:

العلامات المُبَكِّرة المُحتَمَلة لِلإصابة بالذُّهان كيف قد يكون شعوركم بذلك
تغيرات خلقية القلق، والتوتر، والتهيج، وزِيادة الحساسية، وفرط التحسس، الاسْتثارِيّة، واضطرابات النوم (النوم المفرط أو قِلّة النوم)، وفقدان الشهية، والإهمال الذاتي، وارتداء ملابس غَريبة، وفقدان الاهتمام بشكل مفاجئ، والمبادرة، والطاقة
تغيرات المشاعر الاكتئاب، وخمود المشاعر أو التقلبات المزاجية، والمخاوِف – وبالأَخَص الخوف من التعرض للأذى/التهديد
تغيرات في القدرة على الأداء قدرة ضعيفة على التحمل (بالأخص في حالة الإجهاد)، واضطرابات في التركيز، وزيادة في تشتَّت الذِّهن، وتراجع في الأداء
تغيرات في المجال الاجتماعي الارتياب، والانطواء الاجتماعي، والعزلة، ومشاكل في العلاقات الشخصية، وانقطاع التواصل مع المعارِف
تغيرات الاهتمامات اهتمامات مفاجئة غير عادية مثل الاهتمام بالدين أو بالأشياء الخارِقة للطبيعة، السحر، الخ.
تَغيُّر في القدرة على الإدراك وخَوض التجارب إدراكات غير عادية (مثل تكثيف أو تغيير على مُستَوى الأصوات والأَلوان؛ الشعور بأن الفرد بِنَفسِه أو البيئة المُحيطة به قد تَغَيَّرت؛ الشعور برؤية أو سَماع أو تَذَوق أو شَم أَشياء لا يُدرِكُها الآخرون)، وتَصَورات غريبة وخَوض تَجارِب غير عادِية (مثل العلاقات الذاتية، ربط الفَرد تجارِب أو أفعال أو تصريحات الآخرين بِنَفسِه؛ شعور الفرد بأنه يَخضعُ لِلمُراقبة من طرف الآخرين وأنه قد يَتِم التأثير عَليه (الشعور بأن الآخرين قد يَتَمَكّنون من الوصول إليّ أو إلى أفكاري، أو التَحكُّم بي أو تسييري)

 

ما هي أشكال الذهان؟

هناك أنواع مختلفة من الذُّهان، والتي تختلف في أسبابِها، وأعرَاضِها ومُدّة الأعراض:

  • الذُّهان الناجِم عن المخدرات

قد يَكون استهلاك أو وَقف استهلاك المخدرات و/أو الكُحول مصحوباً بِظهور أعراض ذُهانية، حيث تختفي الأعراض عادةً مُباشَرةً بعد التوقف عن تناول المخدرات.

  • الذُهان العضوي

تظهر في بعض الأحيان أعراض ذُهانية في سياق الأَمراض التي يَنجم عَنها اضطراب في وظيفة المخ، مِثل التهاب الدماغ (التهاب المخ)، أو الإيدز، أو الأورام، أو الصَّرع، إذ تكون هناك عادةً أعراض جَسَدِية أُخرى.

  • اضطراب ذهاني وجيز

غالِباً ما تظهر الأعراض الذهانية في هذه الحالة بشكل مفاجئ وتَكون في كثيرٍ مِن الأحيان عبارة عن رَد فِعل ناتِج عن إجهاد نفسي شخصي جَسيم، ناجمٍ – مثلاً – عن وَفاة أَحَد أقرب المقربين. تكون الأعراض في غالب الأَحيان شديدة جِدًّا، إلا أَنّ مُعظَم المَرضى يَتَعَافَون من ذلك بِسُرعة.

  • الاضطراب التوهمي

تعتبر التوَهُّمات الحادّة أهم ما يتميز بِه هذا النوع من الذهان، حيث تظهر الأعراض الأخرى مؤَقّتاً وبِشَكلٍ مُعتدِل فقط.

  • الفصام

يستعمل هذا المصطلح لِوصف الاضطراب الذهاني الذي يعرف استِمرار التَغَيُّرات السلوكية والأعراض المُرتبِطة بِها لِمُدّة سِتّة أشهر على الأقل. تختلف أعراض المرض ومُدّته اختلافاً كبيراً مِن شخصٍ لِأَخر، حيث يعيش الكَثير مِنَ النّاس حَياةً سَعيدَة ومُستوفِية لِجميع الشروط وذلِك على الرّغم مِن إصابتهم بالفِصام.

  • اضطِراب فِصَامي الشكل

تنطبق هنا نفس معايير مَرض الفِصام، ويَكمن الفَرق بين الحالتين في كَون التغييرات السُلوكِية والأعراض المصاحِبة في حالة الاضطراب الفِصَامي الشكل تَستمِرُّ لِأَقل مِن سِتّة أَشهر.

  • اضطراب نفسي ذو اتجاهين

كيف تتم نوبات الذهان؟

يرتبِط المسار المرضي لنوبات الذٌّهان بِالعَديد مِن العَوامِل، الشيء الذي يَجعَلها تختلف من حالة لأخرى: تَوَصَّلت دِراسات طَويلَة الأَجل التي أُجرِيَت على مصابين باضطرابات مِن الفِئة المرضية لِلفِصام إِلى ما يلي:

  • تحدث حالات الذُّهان مرّةً واحِدَةً لدى ما بين 10 إلى 15 شخصاً من أصل 100 مُصاب
  • يَتَعَرَّض نحو 30 من أصل 100 مِن المُصابين للعديد من النوبات الذُهانية، دون أن تكون مصحوبة بظهور أعراض ذُهانية أخرى ما بين النَوبات.
  • يُصاب نحو 30 من أصل 100 شَخص بِالعَدِيد من النوبات الذُهانية الحَادّة المصحوبة بِظهور أعراض ذهانية ما بين النَوبات.
  • تَظهر – مُباشرة بعد الإصابة بالنَوبة الأولى – أعراض ذهانية دائمة لدى ما بَين 10 إلى تقريباً 20 شخصاً من أصل 100 شخص.

كيف يمكن للمرء التعرف على إصابته بالذُّهان من عدمه؟

من المتوقع أن تَمُرُّوا من المراحِل التالِية عند تواصلكم مَع مركزٍ لِعلاج الذُهان:
يَتِم في أَوّل الأمر إِجراء مُحادَثَة مَعكم – وَيُفَضّل أن يكون ذلك بِحُضور أقربائكم – حيث سَيَتِم مَنحكم الوَقت الكافي للتعبير عن كُلٍّ مِن الأعباء التي تُعانُون مِنها، والظروف المَعيشية الخاصة بِكم وعن وَضعِكم الحالي.
نقوم بِالتالي بِمُسَاءلتكم بالتفصيل حول مُختَلَف مجالات الحياة وعلامات المرض المُختلفة، حيث يُساعِدنا ذلِك على فَهم وَضعِكم بِشكلٍ أفضل وعلى معرفة المزيد عنكم وعن عائلتكم، إذ غالباً ما يتطلب ذلك عِدّةَ محادثات، التي قد تتم سواء معكم فقط أو بحضور عائِلتكم مجدداً – إن كنتم تفضلون ذلك.
سَيُقتَرَح عليكم – في حالة تواجد أعراض غامضة أو غير دقيقة الى حَدٍّ ما – مواعِيد مراجعة منتظمة في العيادة الخارجية، وسَيَتِم تَحويلكم إلى المؤسسة المَعنية بالأمر في حالة إذا اتضح أن هناك علامات تدل على إِصابَتِكم باضطراب نفسي آخر؛ كما أنه سَيَتِم دَعمكم قدر الإمكان في حالة إذا كنتم حالِياً تَمُرّون مِن أزمةٍ شديدة.

أما إذا كانت هناك علامات واضِحة تَدل على الأمر يتعلق بِبِدَاية الإصابة بِالذهان، فإِنّه سَيَتِم إخضاعكم للمزيد من الفحوصات التشخيصية، حيث تشمل هذه الأخيرة كُلٌّ مِن فَحصٍ نَفسي وبَدَني مُوَحّد، وفحص الدم، وتخطيط كَهربية القلب – ما يُسَمّى بِتَخْطِيط كهربائية الدِمَاغ لتحديد ما إذا كُنتم مُهَدَّدون بالإصابة باضطراب نَوْبَات – وما يسمي بتَصْوير مَقْطَعِيّ للدِماغ أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أي تصوير الدِّماغ. يَتِم – إضافةً إِلى ذَلِك – إِجراء فَحصٍ عَصَبِي نَفسي في حالة إذا اتَضح أن هناك أيضاً اضطرابات مَعرِفية. تعَدُّ كُل هَذِه الفُحوصات روتينية وغَير مُؤلِمة، إذ سَيَكون اِخْتِصَاصِي في المُعَالَجِةِ على تواصلٍ مُستَمِر مَعَكم طِوال الفحوصات وسَيَعمَل على دَعمِك خلال مراحِل الفَحص هَذِه.

سنقوم أخيراً بِمُنَاقَشَة – مَعَكم وَبِشَكلٍ مَفَصّل – النتائِج ثم الخَطوات المُقَرّرة التي سيتم اتِباعها أثناء بَقِية العلاج. مِن المُهِم أَن يَشعر المرء مَبدَئِياً أن هَناك من يَدعَمه أثناء العلاج، ومِنَ الضروري أيضاً أن يكون له رأي أثناء جميع مراحِل العلاج. مِن المُهِم أَيضاً أن يَكون الأقارب على اطلاع جيد بالحالة المرضية وأن يتم إِشرَاكهم في خطوات العِلاج حتى يَقِل قَلقهم بشأن الشخص المُصاب.

كيف يتم معالجة الذُّهان؟

من المهم قبل كل شيء أن يَتَمَكّن المريض من استرجاع راحته والتخفيف من التحفيز المفرط للحواس، حيث ينبغي لتحقيق ذلك أن يتمكن المريض من ربط علاقة شخصية بالمُعالج لأن ذلك قد يساعد على إيجاد المسار الصحيح للعلاج وعلى منح المريض الثقة بالنفس. تعد الأدوية بدورها مفيدةً أيضاً للتمكُن مِن الحَد من التحفيز المفرط للحواس، إلا أَنّه مِن المُهِم قَبل كُلِّ شَيء أن تكون علاقة المُعالِج بِالمَريض مبنية على التَفاهُم، وذلك لأن هذه الأخيرة هي أساس العِلاج وليس العكس. هناك مجموعة مُختلِفة مِن الخيارات المتاحة لِعِلاج الذُهان، وبِما أَنّ هناك اختلاف بين كُل حالة ذُهان وَكُل شَخص وَكُل أُسرة، فإنه مِن المُهِم أَن يَكون العِلاج مُصَمّماً وِفقاً لاحتِياجات الشخص المعني وأُسرته.
يَتِم العِلاج الدوائي بِشكل رَئيسي عن طريق استعمال ما يُسَمّى بِمُضَادات الذُهان، وقد يتم أثناء العلاج اللجوء إلى استعمال أدوية أخرى تكميلية وذلك بِحَسب المشكلة التي تكتسي أولويّة قصوى. ينبغي أن يكون استعمال العلاج الدوائي مصحوبا بِعِلاجَات نَفسِية واجتماعية و/أو غيرها من العلاجات الأخرى. هناك طُرق عِلاج عَديدة التي يتم استعمالها بنجاح في مُعالَجة الذهان:

  •   التربية النفسية
  •   العلاج المعرفي السلوكي
  •   علم النفس العمقي
  •   علاج الإدمان 
  • العلاج الأسري
  •   معالجة بالحركة، علاج بِالفَن، علاج بالرّقص
  •   علاج نفسي – اجتماعي
  •   التدريب على المهارات الاجتماعية (Social skills training) (SST)
  •   التدريب في مجال الإدراك فوق المعرفي، التدريب CogPack

يَتِم مِن خِلال الجَمع بَين العِلاجات المُختلِفة تشكيل “حماية من الإفراط” ضد الإجهاد النفسي. مِن المُهِم عُموماً أن يتم البَدء بِالعِلاج في أُقرب وَقتٍ مُمكن، بحيث يَنطبِق ذلِك عَلى أول ظهور للذُهان وأيضاً في الحالات التي يُصابُ فيها المريض بِنَوبات ذُهانية جديدة، أي في حالة نكْسةُ المرض.

ماذا بإمكان الأصدقاء والأقرباء فعله؟

ِعِندما يُصاب شَخصٌ ما بِالذُهان، فإِنّه يَري نَفسَه والعالم من حوله مُتَغَيِّراً، ومن جهة أخرى فإن محيطه يرى أيضاً أنه أصبح غريباً عليهم. تكون هذه المرحلة بِالنِسبَة لِكُلٍّ من الأَقارِب المُقربين أو شريك الحياة أو الأصدقاء مليئةً بالتّخَوف والإجهاد النفسي – وذلِك بفترةٍ طويلة من بدءِ التشخيصات أو حتى لجوء المريض إلى التماس تدابير الدعم. حيث يبقى التحدي الكبير هو الحِفاظ على الثِقة المُتبَادَلة بين الأطراف المعنية والحرص على أن تظل الأسرة كما يَنبَغِي.

يَحتاجُ الأَقارِب عِندَ مُواكَبَتِهم للأزمات النفسية التي يمر منها المريض إلى الثِقة بِالنّفس والاهتمام في نفس الوقت، كَما أنّهم مُلزَمون بالمُوازنة بين كلٍّ مِن المَوَدّة وضَبط النّفس تُجَاه الشّخص المَعني بِالأَمر وتأثيرات ذلِك على ذاتهم، إذ أن جميع الأطراف تحتاج إلى الدعم المُتَبَادل فيما بَينَها، وأَيضا إلى الحصول على معلومات ودَعم مِن مِهَنِيّين.

بتاريخ

مايو 1, 2023