19/04/2024 لا صحة بدون صحة نفسية ... لا حياة مع الإدمان 01000048807 emrcwfmh@gmail.com

علاج اضطراب مابعد الصدمة

علاج اضطراب مابعد الصدمة
يتميَّز اضطرابُ الإجهاد أو الكرب ما بعد الصدمة بذكرياتٍ متكرِّرة اقتحاميَّة للحادث الصادِم السَّاحق.ويمكن أن تسبِّبَ الأحداثُ التي تهدِّد بالموت أو بالإصابة الخطيرة ضائقةً شديدة وطويلة الأمد (مزمنة).

يمكن للأشخاص المُصابين أن يعيشوا الحدث، وتحدث لديهم كوابيس، ويتجنَّبون أيَّ شيء يذكِّرهم بذلك الحدث.

قد تشتمل المعالجة على العلاج النفسي (العلاج الداعم وبالتعرُّض) ومضادَّات الاكتئاب.

 

عندما تحدث أشياء مرعبة، يتأثر الكثير من الأشخاص بشكل دائم.وفي بعض الحالات، تكون التأثيرات مستمرة وشديدة بحيث تكون منهكة وتشكل اضطرابًا.الأحداث التي قد تؤدي عادةً إلى اضطراب ما بعد الصمة هي تلك التي تثير مشاعر الخوف الشديد أو العجز أو الرعب.ويعدُّ القتال، والاعتداء الجنسي، والكوارث الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان، أسبابًا شائعة للإصابة باضطراب الكرب بعد الصدمة؛إلَّا أنَّه قد تنجم عن أيَّة تجربة تبدو ساحقةً ومهدِّدة للحياة، مثل العنف الجسدي أو حوادث السيارات.

قد تحدث هذه الأحداث بشكل مباشر (مثل وجود إصابة خطيرة أو التهديد بالقتل)، أو بشكل غير مباشر (مشاهدة الآخرين وهم يتعرضون لإصابات خطيرة، أو يُقتلون، أو يُهدَّدون بالقتل؛ أو معرفة الأحداث الصادمة التي حدثت لأفراد العائلة المقربين أو الأصدقاء).قد يكون المرضى تعرّضوا إلى صدمة واحدة، أو كما هو شائع، الصدمات المتعددة.

ومن غير المعروف لماذا قد لا يسبِّب نفس الحدث الصادم أيَّة أعراض عند شخصٍ ما، ولا يحدث اضطراب الكرب بعد الصدمة طوالَ الحياة عند شخصٍ آخر.كما أنه من غير المعروف لماذا يشاهد بعض الأشخاص أو يعانون من نفس الصدمة عدة مرات على مر السنين دون الإصابة باضطراب الكرب بعد الصدمة، ولكنهم يصابون به بعد حدوث عارضة مشابهة.

يصيب اضطراب الكرب بعد الصدمة ما يقرب من 9٪ من الناس في وقت ما خلال حياتهم، بما في ذلك مرحلةُ الطفولة وفي حوال 4٪ توجد هذه المشكلة خلال أي فترة ممتدَّة على 12 شهرًا.

ويستمر هذا الاضطراب لأكثر من شهر واحد.وقد يكون استمرارًا لـ اضطراب الكَرب الحادّ أو يحدث بشكلٍ منفصل بعدَ مدَّة تصل إلى 6 أشهر من الحدث.

قد لا يختفي اضطراب الكرب بعد الصدمة المزمن؛ ولكن في كثير من الأحيان يصبح أقلّ شدَّة مع مرور الوقت حتى من دون علاج.ولكن، يبقى بعضُ المرضى معوَّقين بشدَّة بسبب هذا الاضطراب.

أعراض اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

يعاني مرضى اضطراب الكرب التالي للرضح (او اضطراب الكرب ما بعد الصدمة) (PTSD) من أعراض كل من الفئات الأربع التالية عادةً:

 

– أعراض اقتحامية ( يغزو الحدث أفكارهم مرارًا وتكرارًا)

– تجنُّب أي شيء يذكِّرهم بالحدث

– تأثيرات سلبيَّة في التفكير والمزاج

– تغيُّرات في اليقظة وردود الفعل

 

الأعراض الاقتحامية

قد يعاود الحدثُ الصادم الظهور مرارًا وتكرارًا على شكل ذكريات لاإرادية أو غير مرغوب فيها أو كوابيس متكررة.ولكن، في أحيانٍ أقل من ذلك، يسترجع المرضى الأحداث كما لو كانت تحدث فعلًا، بدلاً من مجرَّد تذكُّرها؛

كما قد يعاني المرضى من ردود فعل شديدة لتذكيرهم بالحدث.قد تُثار الأعراض عند المحاربين القدامى بالألعاب النارية، مثلًا، في حين أن أعراض الضحية المسطو عليها قد تكون ناجمة عن رؤية مسدس في فيلم.

أعراضُ التجنُّب

يتجنَّب المرضى باستمرار الأشياء ـــ الأنشطة أو الظروف أو الأشخاص ـــ التي تذكرهم بالصدمة؛فعلى سَبيل المثال، فإنها قد يتجنَّبون الدخولَ إلى حديقة أو مبنى للمكاتب حيث جَرَى الاعتداء عليهم، أو يتجنَّبون التحدُّثَ إلى أشخاص من نفس عرق المعتدي.وقد يحاولون تجنُّبَ الأفكار أو المشاعر أو المحادثات حولَ الحدث الصادم.

التأثيرات السلبيَّة في التفكير والمزاج

قد يكون المرضى غيرَ قادرين على تذكُّر أجزاء مهمَّة من الحدث الصادم (يسمى فقدان الذاكرة الانفصالي أو التفارقي dissociative amnesia).

وقد يشعر المرضى بالخدر العاطفي أو بالانفصال عن الأشخاص الآخرين.ويعدُّ الاكتئاب شائعًا، ويُظهِرُ المرضى اهتمامًا أقلّ بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.

قد تصبح طريقةُ تفكير المرضى في الحدث مضطربة، ممَّا يؤدِّي بهم إلى إلقاء اللوم على أنفسهم أو الآخرين عمَّا حدث.كما أنَّ الشعورَ بالذنب شائع أيضًا؛فعلى سبيل المثال، قد يشعرون بالذنب لأنهم نَجوا بينما لم ينجوا الآخرون.وقد لا يشعرون إلا بالمشاعر السلبية فقط، مثل الخوف أو الرعب أو الغضب أو العار، وقد لا يكونون قادرين على الشعور بالسعادة أو الرضى أو الحب.

تغيُّرات في اليقظة وردود الفعل

قد يجد المرضى صعوبةً في النوم أو التركيز.

وقد يصبحون متيقِّظين إلى حدٍّ مفرط بالنسبة إلى علامات التحذير من المخاطر.وقد تكون مُجفِلة بسهولة.

وقد يصبحون أقلَّ قدرةً على السيطرة على ردود أفعالهم، ممَّا يؤدِّي إلى سلوك متهوِّر أو نوبات من الغضب.

الأَعرَاضُ الأخرى

ويقوم بعض المرضى بأنشطة طقوسيَّة للمساعدة على الحدِّ من قلقهم؛فعلى سَبيل المثال، الأشخاص الذين جَرَى الاعتداء عليهم جنسيا قد يستحمُّون مرارًا وتكرارًا في محاولة لإزالة الشعور بأنهم في حالة من النجس.

يحاول الكثير من المرضى الذين يعانون من اضطراب الكرب بعد الصدمة تخفيف شدَّة أعراضهم بالكحول أو بالعقاقير الترويحية، ويُصابون باضطراب تعاطي المواد.

تشخيص اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

 

– تقييم الطبيب، وذلك استنادًا إلى المعايير النوعية

يُشخِّص الأطباء اضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD) عندما:

 

– يكون المرضى قد تعرَّضوا مباشرة أو بشكل غير مباشر لذلك الحدث الأليم.

– تكون الأَعرَاض موجودة لمدَّة شهر أو أكثر.

– تسبِّب الأعراض ضائقة كبيرة أو ضعفًا ملحوظًا في الأداء.

يكون لدى الأشخاص بعض الأَعرَاض من كل نوع من الأَعرَاض المرتبطة باضطراب الكرب ما بعد الصدمة (أعراض اقتحاميَّة، وأعراض تجنُّبية، وتأثيرات سلبية في التفكير والمزاج، وتغيُّرات في اليقظة وردود الفعل).

ولكنَّ الأطباءَ يسعون أيضًا إلى معرفة ما إذا كانت الأَعرَاض يمكن أن تكون ناجمةً عن استخدام الأدوية أو عن اضطرابٍ آخر.

لا يجري تشخيص اضطراب الكرب بعد الصدمة غالبًا، لأنَّه يُسبِّبُ مثل هذه الأعراض المتباينة والمعقدة.كما يمكن أن يصرف اضطراب تعاطي المواد أيضًا الانتباه عن اضطراب الكرب بعد الصدمة.عندما يتأخر التشخيص والعلاج، يمكن أن يصبح اضطراب الكرب بعد الصدمة مُنهكًا بشكلٍ مزمن.

علاج اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

 

– المُعالجة النفسيَّة

– العلاج الدَّوائي

– معالجة اضطرابات أخرى ، مثل تعاطي المواد أو الاكتئاب الكبير

المُعالجة النفسيَّة

تعد المُعالجة النفسيَّة أساسية في تدبير اضطراب الكرب بعد الصدمة PTSD.

يمكن للتثقيف حول اضطراب الكرب بعد الصدمة أن يكون خطوة مبكّرة مهمة في العلاج.وقد تكون أعراض اضطراب الكرب بعد الصدمة مُربكةً بشكلٍ كبيرٍ، وغالبًا ما يكون مفيدًا جدًا للأشخاص والأحباء أن يفهموا كيف يمكن أن تشتمل الإصابة باضطراب الكرب بعد الصدمة على أعراض تبدو غير ذات صلة.

وتعد طرائق تدبير الشدّة، مثل التنفُّس والاسترخاء، مهمَّة.يمكن للتمارين التي تُقلِّل من القلق أو تضبطه (مثل اليوغا والتأمُّل) أن تُخفِّفَ الأَعرَاض، كما تُهيِّئ الأشخاص للعلاج الذي ينطوي على التعرُّض إلى ذكريات الصدمة التي تُحرِّضُ الشدة.

تؤيِّد أقوى الأدلة الحالية العلاج النفسي المنظَّم والمركَّز، وهو نوع من العلاج المعرفي السُّلُوكي يسمَّى المعالجة بالتعرُّض، حيث يساعد على إطفاء الخوف المتبقي من الحدث الصادم.

في العلاج بالتعرُّض، يجعل المعالجُ المرضى يتصوَّرون أنَّهم في حالات أو ظروف أو مع أشخاص يتجنَّبونهم، بسبب أنَّ ذلك يربط بين هذه الحالات أو الظروف والأشخاص وحدوث الصدمة؛ فعلى سبيل المثال، قد يُطلب من المريض تخيُّل زيارة الحديقة حيث جَرَى الاعتداء عليه فيها.قد يساعد المعالج الناس على إعادة تخيل الحدث الصادم نفسه.وبسبب القلق الشديد الذي غالبًا ما يرتبط مع الذكريات المؤلمة، يمارس العلاج النفسي الداعم دورًا مهمًّا بشكلٍ خاص في المعالجة.قد يكون الأشخاصُ الذين تعرّضوا لصدمة نفسية حسّاسين بشكلٍ خاص للرضوض مرّة أخرى، لذلك يمكن أن تتوقف المعالجة إذا سارت الأمور بسرعة كبيرة.وفي كثير من الأحيان، قد تتحول المعالجة من العلاج بالتعرض إلى علاج أكثر دعمًا وانفتاحًا، لمساعدة المرضى على أن يكونوا أكثر راحة في العلاج بالتعرض.

كما يمكن للعلاج النفسي الموسّع والأكثر استكشافًا أن يسهل العودة إلى الحياة السعيدة، مثل التركيز على العلاقات التي قد تكون مضطربة بسبب اضطراب الكرب بعد الصدمة.وقد تكون أنواع أخرى من العلاج النفسي الداعم والديناميكي مفيدة أيضًا ما دام أنها لا تحوّل تركيز العلاج بعيدًا عن العلاج بالتعرض.

وتعدُّ إزالة الحساسية بمراقبة حركات العينين وإعادة ضبطها شكلاً من أشكال العلاج بالتعرُّض. وفي هذه المعالجة، يتتَّبع المرضى إصبع المعالج المتحرِّكة بعيونهم في حين يتخيَّلون التعرُّض للصدمة.ويعتقد بعضُ الخبراء أنَّ حركات العين نفسها تساعد على إزالة الحساسية، ولكن ربَّما تعمل هذه الطريقة أساسًا بسبب التعرُّض، وليس بسبب حركات العين.

العلاجُ الدَّوائي

تعدَ مضادات الاكتئاب خط المعالجة الأوَّل لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة، حتى في غير المصابين بالاكتئاب الكبير.غالبًا ما يوصى باستعمال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومضادَّات الاكتئاب الأخرى، مثل ميرتازابين mirtazapine وفينلافاكسين venlafaxine.

ولعلاج الأرق والكوابيس، يقوم الأطباء أحيانًا بإعطاء أدوية مثل أولانزابين olanzapine وكيتيابين quetiapine (الأدوية المُضادَّة للذهان) أو برازوسين (يُستخدَم أيضًا لعلاج ارتفاع ضغط الدَّم).ولكن هذه الأدوية لا تعالج اضطراب الكرب بعد الصدمة نفسه.

بتاريخ

مايو 1, 2023