وفي هذا المجال عقد الدكتور احمد جمال ماضي ابو العزايم من خلال الجمعية المصرية للصحة النفسية عدة ندوات لمناقشة ظاهرة العنف عند الشباب بمقرها بالقاهرة وقد عملت الجمعية متعاونة مع مركز رعاية ضحايا العنف بواشنطن وزارت أ . د . ليلي دين – الجمعية عام 1994م , ودار حوار معها حول التعاون في هذا المجال وتم عقد مؤتمر بمستشفى د . جمال ماضي أبو العزائم للطب النفسي بمدينة نصر بالقاهرة عام 1988م ومؤتمرات بدار الإفتاء أعوام 1991م , 1994م وفي عام 1997م عقدت الجمعية مؤتمر وقاية المرأة والطفل من العنف برئاسة الدكتور / جمال ماضي أبو العزائم وتحدث فيها عن أسلوب الإسلام لمنع العنف وكان الدكتور / احمد جمال أبو العزائم سكرتيراً للمؤتمر وتحدث عن أهمية الصحة النفسية للمرأة والطفل وقدم بحثاً تم نشره عالمياً وتحدث عن العنف داخل الأسرة وعلاقته بالإدمان , كما شارك المؤتمر العديد من الأطباء والمتخصصين من مصر والعالم العربي بأبحاث علمية في هذا الشأن وعلى سبيل المثال وليس الحصر منهم دكتور / جمال غوردون رئيس الجمعية المصرية للتشريعات الصحية والبيئية وتحدث في المؤتمر عن العنف ضد الطفل وحمايته القانونية والاجتماعية , و الدكتور/حسن قاسم خان رئيس الجمعية النفسية اليمنية ورئيس قسم العلوم السلوكية الطبية بكليه الطـــــــــــــــــــــب بجامعه عدن باليمن وتحدث عن المضاعفات النفسية من العنف ضد الأطفال , والأستاذ الدكتور / محمد سمير فرج أستاذ الصحة النفسية وتحدث عن الأسرة والعنف في مصر , والأستاذة الدكتورة / سامية حسن الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وتحدثت عن وقاية المرأة من العنف المسئوليات والتحديات والعديد من الخبراء التي كانت لهم ورقات عمل بحثية في هذا الشأن .
رؤية ودور الدكتور / احمد جمال أبو العزائم في الرعاية النفسية لضحايا العنف:
وفى هذا الشأن عمل الدكتور احمد أبو العزائم جاهداً من خلال الجمعية المصرية للصحة النفسية ان يكرث جهوده البحثية ومن خلال خبرته الواسعة التي اكتسبها على مدار الأعوام من خلال عمله كطبيب نفسي وخبير في العمل الاجتماعي وذلك لبحث طرق تقديم الرعاية النفسية لمتضرري وضحايا العنف , حيث نشر مقال بحثي بمجلة النفس المطمئنة والتي تصدر عن الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية والتي تأسست بمعاونة الجمعية المصرية للصحة النفسية وذلك في عددها الصادر عام 1992م بعنوان ” الرعاية النفسية لضحايا العنف ” وتضمن مايلي :
إن العاملين في مجال الصحة النفسية يعلمون جيدا مدي الضرر والخسارة النفسية والجسمانية التي تحدثها مصائب الحياة و أن عدم القدرة على التخلص من هذه الآثار يؤدي الى أضرار نفسية طويلة المدي وفي بعض الأحيان فان فقد القدرة والأمل في إمكانية إيجاد حل لازمات الحياة تؤدي الى نهاية مأساوية فنحن نقرأ في الجرائد عن أشياء مثل 🙁 يقتل زوجته وينتحر ) ( طالب يلقي بنفسه من فوق البرج ) ( تلقي بنفسها وأولادها في النيل ) و البعض تصل به شدة أزمات الحياة الى مرحلة تؤدي الى ظهورها بصورة حادة فيحدث الى إيذاء للنفس أو الأسرة أو للأصدقاء أو للغرباء والأزمات قد يكون لها أيضاً بعد إيجابي , فالأزمات هي نقط تحول الى الصحة أو للمرض للأحسن أو للأسوأ ولكن ما هي العوامل التي تجعل الأزمات تؤدي الى نضوج البعض وتؤدي الى ضرر حاد ومشاكل نفسية طويلة للبعض الآخر ؟
لا شك أن العامل الأول هو حدة الأزمة وقسوتها وعدم توقعها والعامل الثاني الهام هو قدرة الإنسان على تحمل الأزمات وما يتسلح به كل إنسان من قدرات وخبرات ومفاهيم تجعله قادرا على هذا التحمل وعلى الوصول الى حل لهذه الأزمات
والعامل الثالث هو المجتمع المحيط وما ينتجه من عناية بأولئك الذين يعانون الأزمات ولما كانت الأزمات تتميز بالحاجة العاجلة للبحث عن حلول لها فان الدعم الخارجي من المجتمع يؤدي الى دعم قدرة الفرد على اخذ القرار السليم في اتجاه التحول المطلوب لمواجهة الأزمة
رأي الدكتور احمد جمال ابو العزايم عن العوامل والمواقف التي تساعد على تكون الأزمات الحادة ؟
إن الأزمات دائما ما يمكن تحديد بداية لها وقد لوحظ أن الأزمات دائما ما نجد لها مرسبات وأحداث في الحياة تساعد على ظهورها وقد أظهرت الأبحاث أن اكثر هذه العوامل تساعد على ظهور الأزمات هي :-
الحمل والولادة / الانتقال من المنزل للمدرسة في السنة الأولى / الانتقال من المنزل الى الجامعة / الخطوبة والزواج / إجراء الجراحات والمرض عامة / الحزن على فقد شيء محبوب / الانتقال الى سكن جديد / الهجرة / الخروج الى المعاش / الكوارث الطبيعية / التغيرات الاجتماعية السريعة ودخول التكنولوجيا الحديثة الى العمل والمجتمع
إن هناك عوامل تؤدي الى حدوث الأزمة لدي الشخص اياً كانت بلده أو بيئته مثل موت احد المحبوبين له أو تعرضه للاغتصاب , وهناك مسببات تحتاج الى النظر اليها من زاوية تكون شخصية الشخص ليس فقط حجم السبب وهي تسمي مسببات نضوجيه مثل : موقف الشخص من ولادة أول ابن له او الزواج والخروج للمعاش فلا يجب النظر الى المسبب في حد ذاته ولكن الى ما يحمله من معاني لدي الشخص نضج بها وأحداث الحياة كمسببات للأزمات يجب النظر اليها أيضا من جانب حدتها وتوقيتها ومدتها ومضاعفاتها والأزمات توصف دائما بأنها القشة التي قسمت ظهر البعير أنها حدث بعد طول معاناة كان له تأثير انهيار قدرة الفرد على التحمل , والأزمات لها بعد معرفي أي أن مفهوم الإنسان عن الحياة وعن حصيلة قدراته المعرفية السليمة هي التي تجعل من هذه الأحداث كوارث فالنظام المعرفي للفرد هو مثل برنامج كمبيوتر موضوع بمفهوم معين ينفعل للأحداث بناءاً على ما به من بنيان معلومات مثل ما يحدث من انفعالات لشاب اكتشف أن خطيبته تعرف شخص آخر وترغب في الانفصال عنه بعد طول خطوبه
إن ذلك الحدث يعتمد في تأثيره على درجة نضوج الشخصية خاصة أن ذلك الحدث يؤثر في بنيانه الفكر الذي تكون على فترة طويلة فيقع في صراع بين معنيين ، الأول ( لان خطيبتي لها علاقة بالآخر ولم تكن أمينة ومخلصة لي علي مدي الخطوبة ) وبين معني آخر مناقض له ( إن خطيبتي تحبني وحدي وهي دائما كانت وسوف تكون أمينة في حبها لي ) ان التناقض بين هذين المعنيين يؤثر في الفرد حسب سابق تكونه فان كان يعاني منذ طفولته من مشاكل أو يمر كشاب في فترة عدم ثقة في النفس فان مثل هذا الحدث قد يؤثر عليه تأثيرا شديدا ويكون كارثه عليه أو قد يؤدي الى مراجعة للنفس اذا كان ناضجا فبمحاولته للبحث عن أي تغيرات في سلوكه تكون قد أدت الى ابتعاد خطيبته عنه ونفورها منه فيكون بذلك قد نضجت شخصيته وينطلق في الحياة
ان ذلك كله يعتمد على حجم الثقافة والمعرفة وما يحصله الفرد من معاني ناضجة من نماذج تأصلت الفهم في شخصياتها وتفهمت الدين بأسلوب سليم يؤدي الى الحفاظ على قوة الشخصية قال تعالي ” وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله ” وقد حاول الكثيرين تعريف الكارثة وقد اتفق على ان من يعانون الكارثة يشعرون اكثر من غيرهم بالآتي :-
(1) أحاسيس الإرهاق والملل
(2) فقد الثقة في المستقبل واليأس
(3) أحاسيس عدم الثقة وعدم الكفاءة
(4) أحاسيس الصدمة والدهشة والاختلاط
(5) أعراض جسمانية مصاحبة للكارثة
(6) أحاسيس القلق
(7) تدهور قدرة الفرد في العمل
(8) تدهور العلاقات داخل أسرته
(9) تدهور علاقاته الاجتماعية
(10) تدهور القدرات الاجتماعية
ولكن ما هي مراحل الكوارث وتأثيرها علي الإنسان ؟
(1) في المرحلة الأولي فأنه يحدث ارتفاع لحدة التوتر نتيجة للعامل الخارجي التي تثير في الإنسان الفكر في اتجاه حل المشكلة
(2) المرحلة الثانية يحدث معها فشل استخدام الطرق المنطقية في حل المشكلة مما يؤدي الى زيادة التوتر وعدم الارتياح وعدم الانتماء العاطفي للآخرين
(3) وكلما ازداد التوتر فان الإنسان يستلهم قدراته الفكرية لحل المشاكل وقد تقل فاعلية المشكلة اذا حدث انتهاء قانوني