يذكر بعض الباحثين إن حوادث العنف التي يرتكبها الكبار ضد الأطفال مهما كانت صغيرة فإنها تترك جرح نفسي عميق .. وان هذا الجرح تراكمي مع استمرار الاعتداء بالضرب علي الطفل . أنا يمكن أن نؤكد ذلك إذا نظر كل منا إلى ذكريات طفولته … إننا يجب أن نعترف بان أسوأ ذكريات الطفولة هي تلك التي قد تكون تعرضنا فيها للضرب من أبوينا . والبعض يجد أن مثل هذه الذاكرة غير محببة فيحاول التقليل منها وان يتحدث عنها بشكل فكاهي . إن سرد مثل هذه المواقف سوف يخفي الابتسامة من الوجه وإذا حدثت الابتسامة فانه الخجل هو الذي جعلهم يبتسمون وكحماية من الألم فإننا تناسي هذه المواقف الصعبة . واكثر حوادث العنف ضد الأطفال هو التلطيش أو الضرب بالأقلام وفي محاولة لإنكار هذه الذكريات وتأثيرها فان البعض يرفض اعتبار التلطيش بأن عنف ضد الأطفال ويدعي بأن هذا الضرب تأثيره قليل .
إن مثل هذا الضرب علي الوجوه مثل التسمم الغذائي الذي يمكن علاجه وينجو منه الإنسان بدون أي أعراض مستقبلية ولكن من منا يحبه .
إن قدرة الإنسان علي التعايش مع الضرب علي الخدود ليس معناه ان له قيمة جميلة
* إن خطر هذا الضرب كبير ولكن بعض الآباء يجادلون ويقولون ولكن كيف تكون أبا أو أما مسئولا إذا لم تسيطر علي الطفل وتمسكه بقوة أثناء عبور الطريق ؟ وحقيقة الأمر فان ضرب الأطفال علي الخدود يدخلهم في غضب عاطفي هائل يجعلهم غير قادرين علي تعلم دروس الكبار . إن مثل هذا الضرب سوف يشفي غليل الكبار ولكن على حساب أحداث غضب هائل في الصغار وحيث يكون غضب الكبار مؤقت فان ضرب الطفل علي الوجه يستمر أثره ولا يحدث التأثير التعليمي المطلوب . إن هذا الضرب يعطي الأطفال ان من حولهم من الكبار خطرين عليهم فيبتعدون عنهم .
من ناحية أخرى اكتشف العالم كيلر ( 1992) أن الطفل الذي تعرض لسوء المعاملة من الناحية العاطفية يكون أكثر عرضه لحالات الاكتئاب في مرحلة المراهقة والبلوغ اكثر عن من تعرض لسوء معاملة من الناحية البدنية قد يوجد ارتباطا بين التعرض لسوء المعاملة من الجانب العاطفي وبين التعرض لنوبات الاكتئاب وانخفاض معدل تقدير الذات للشخص خاصة في مرحلة (البلوغ) 0
وذلك لما أظهرته العديد من الدراسات من أن أثر سوء المعاملة العاطفية يكون أكثر ضرارا على الشخصية بخلاف سوء المعاملة البدنية والجنسية
وفي بعض الدراسات المقارنة توصل العالم جروس وكيلر 1992 إلي أن الشخص الذي قد تعرض لسوء المعاملة البدنية أو النفسية يكون معدله في تقدير الذات منخفض للغاية عنه فيمن لم يتعرض للعنف. العنف الأسري ضد الطفل والإدمان
لقد أثبتت الأبحاث الأخيرة أن ثلثي من يتم علاجهم من الإدمان قد عانوا من الإيذاء الجسدي أو العاطفي أو الاعتداء الجنسي أثناء الصغر 0 وتواصل الأبحاث وحتى الآن للتعرف على مفاتيح العلاقة بين الاعتداءات والعنف والاهتمام أو العدوان الجنسي في الصغر على عملية حدوث حالة الإدمان 0
والسؤال الذي يدور هو هل العنف والعدوان والتعرض للاغتصاب أثناء الصغر هو
سبب للإدمان أو أنه عامل لم يتم اكتشافه سابقا0
أن حدوث الاعتداء في سن صغير أصبح يعتبر عامل يجب أخذه في الاعتبار كنوز إلى احتمالية حدوث الإدمان مستقبلا
ومن الصعب الحكم النهائي على هذا العامل خاصة إذا كان هناك عوامل أخرى مصاحبه كالفقر والتفكك الأسري خاصة أن بعض من تعرض للقهر في الصغر لا يتحول إلى الإدمان
ولكن ما هي العوامل التي تمنع دخول مثل هؤلاء إلى الإدمان والعوامل التي تدفع هؤلاء إلى الإدمان هو سؤال هام لذلك يجب مراعاة ان نوع العدوان