أن الحياة في أسرة جديدة يشكل مرحلة من مراحل تحمل الأعباء وتجهد الطفل في التفكير وتمثل صراع من نوع خاص ، فأن أولئك الذين يعيشون في أسرة جديدة بعيداً عن الأب أو الأم يحسون بفقد شئ هام في حياتهم فهم يعيشون مع أسرة جديدة بدون ذكريات قديمة ، فالذكريات المشتركة تجمع الأفراد وتسهرهم في بوتقة حب واحدة في العادة . وهم لم يتعودوا على التعايش وتفهم احتياجات كل منهم ولم يشتركوا معاً في أداء أعمال في الحياة تجعل كل منهم يفهم دورة وحدود دورة . وقد تختلف مفاهيمهم ومعتقداتهم اختلافاً كبيراً عن بعضهم البعض ولكي يستطيع طفل أن التوائم مع أسرته الجديدة كان علية أن يبذل الجهد الكبير لكي تنجح علاقاته الجديدة . أن ذلك يحتاج إلي حكمة خاصة أن الطفل في هذه المرحلة يحس بالتمزق بين أثنين ممن يحبهم( الأب والأم ) وهو يضطر إلي الانفصال عن أحدهم .
أن هذه الأسرة الجديدة التي يعيش فيها الطفل مع أحد أبويه قد لا يكون لديه وقت كزوجين حديثين للتفاهم وبناء علاقات قوية بينهم فما بالنا بهذه العلاقة بين الطفل وكلاهما وبين الطفل وأسرته الجديدة التي يعيش فيها لذلك فأنهم يعيشون مشاعر مثل :
1- الحزن والحداد على فقد أسرتهم .
2- يحتاجون إلي مهارات جديدة وكثيرة لكي يتعايشون ويكون من حقهم بعض القرارات مع أسرتهم الجديدة .
3- قد يكون في هذه الأسرة الجديدة أبناء للطرف الأخر في الأسرة .. وهنا تصبح الأمور أكثر تعقيداً فعلاقة الأب بالأبناء والأم بالأبناء والأب بأبناء زوجته الجديدة والأم بأبناء زوجها الجديد معقدة . وقد لا يجد أي منهم الوقت لكي يتفهم طبيعة الآخرين أو رغباتهم أو أحلامهم وهذا في حد ذاته يعتبر عنف موجة ضدهم في صورة عزلة وتهديد مستمر بأهمية اندماجه مع الدخلاء الجدد وما يتبع ذلك من احتماليه حدوث مشاكل عدم تأقلمه .
أن هذا كله يحدث ويشكل صعوبات مستمرة ويجب أن تسعى الأسرة لأخذ استشاره وإرشاد الأجداد أو الأباء أو البارزين في المجتمع حولهم واللجوء عند اللزوم إلي مراكز الإرشاد النفسي أو للطب النفسي خاصة أن ذلك الطفل يشعر بأنة :
وحيداً .
يعانى من أحاسيس فقد الأحباب .
ممزق بين أبوين وبين مسكنين .
مُبعد داخل الأسرة . الجديدة عن أوقات مدحها .
معزول بأحاسيس تأنيب الضمير والغضب .
فاقد الثقة غير واثق من ما يفعل هل هو صواب أم سوف يخطأ .
غير مرتاح لأفراد أسرته أو لأفراد أسرته الجديدة .
أن ظهور الأعراض الأتيه يعنى الحاجة إلي استشارة طبية نفسية :
أن يصب الطفل غضبة على فرد معين داخل الأسرة .
أن يعجز أحد طرفي الأسرة الجديدة في التعامل مع غضب واحتياجات طفل معين .
أن يحب أحد طرفي الأسرة الجديدة طفلاً بذاته أو أن يحب أحد الأطفال أحد الوالدين بذاته دون الأخر .
إذا لم يقبل الطفل أي تعديل لسلوكه إلا من والدة أو والدته الأصلية ويرفض من الطرف الجديد ولا يستمتع بالمباهج والنشطة التي تمارس مثل التعليم والذهاب إلي المدرسة واللعب والجلوس مع أصدقاء الأسرة .
أن معظم الأسرة الجديدة ( زوجة الأب أو زوج الأم ) عندما تعطى الوقت الكافي لتكوين علاقة وصداقة جديدة ووقت للتعايش معاً وتكوين علاقات جديدة مع الأسرة الجديدة يمكنهم أن يكوّنوا علاقات عاطفية غنية ومستمرة مع الأبناء ويمكنهم بذلك إثراء ثقة أبنائهم في أنفسهم .. وأن يساعدوهم علي التعامل مع مشاكل الحياة